إخوتى الكرام: التفسير بهذه الشاكلة متفق على جوازه بين علماء هذه الأمة المباركة لا خلاف بين علماء الإسلام فى أن التفسير بالرأى إذا دل على هذا التفسير نصوص الشرع وشهدت له قواعد اللغة والتأم هذا التفسير مع سياق كلام الله الجليل فشهد له السباق واللحاق شهد له ما تقدم وما تأخر لاخلاف بين علماء الأمة فى جواز التفسير بهذه الطريقة دل على ذلك كتاب الله جل وعلا وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وقرر العقل لزوم التفسير بهذه الطريقة وضرورة المسير إليه لثلاثة أمور.
أما كتاب الله جل وعلا فدل على جواز هذا النوع من التفسير حيث أمرنا ربنا جل وعلا أن نتدبر كلامه فى آيات كثيرة فقال جل وعلا: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} ، {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} {أفلا يتدبروا القول} ، {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب} والتدبر لايكون إلا بعد الاجتهاد وإعمال الفكر فى الوصول إلى معنى الآية إذا لم يرد فى معناها أثر فى تفسيرها إذا لم يرد فى تفسيرها أثر من الطرق المتقدمة فإذن لا بد من إعمال الرأى والاجتهاد للوصول إلى مراد الله جل وعلا حسب الطاقة البشرية.
فالتدبر إذن لا يكون إلا بعد التفهم بعد تفسير كلام الله جل وعلا وإذا عدم التفسير بالمأثور لا بد من إعمال الرأى والعقل للوصول إلى مراد الله جل وعلا من كلامه والله أمرنا بأن نرد ما يشكل علينا إلى الذين يستنبطون أحكام الشريعة من كتاب الله جل وعلا والاستنباط لا يمكن أن يتم إلا بعد تفسير كلام الله وفهم المراد يقول جل وعلا: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا} .