إخوتى الكرام: إلى هنا وصلنا فى الدرس الماضى هذه الطريقة فى تفسير كلام الله وهى تفسير القرآن بالمأثور طريقة سديدة ليس فيها شىء من المحذور وكيف يكون فيها محذور والتفسير فيها عن طريق المأثور تفسير القرآن بالقرآن تفسير القرآن بالسنة بأقوال الصحابة الطيبين والتابعين الطاهرين رضوان الله عليهم أجمعين كيف يكون هناك محذور.
لكن قد يقع أحيانا توهم وشىء من القصور فى أذهان بعض الناس فى هذا النوع من أنواع التفسير وهذا المحذور وهذا القصور له وجهان واعتباران ذكرهما الإمام ابن تيمية عليه رحمة الله فى مقدمة التفسير فانتبهوا لهما إخوتى الكرام.
الأمر الأول: قد يرد تفسير بالمأثور وذلك التفسير الوارد هو تفسير للعام ببعض أفراده تفسير للعام ببعض أنواعه على سبيل التمثيل وعلى سبيل التوضيح وعلى سبيل ما يدخل فى ذلك العام لا على سبيل الحصر بأن المراد من هذا العام فرد من أفراده ونوع من أنواعه فيتوهم بعض الناس أن ذلك العام الذى ثبت تفسيره بالمأثور بفرد من أفراده ونوع من أنواعه.
أن هذا النوع هو المراد دون ما عداه فينبغى أن يحذر هذا طالب العلم عام ورد تفسيره فى التفسير بالمأثور من السنة أو أقوال الصحابة والتابعين ببعض أفراده وهذا الذى ورد لا على سبيل الحصر إنما على سبيل المثال فهو نوع يدخل فى ذلك العام فانتبه لهذا ولا تقصر عموم ذلك اللفظ على هذا التفسير.