والطريق الرابع: من طرق التفسير بالمأثور تفسير كلام رب العالمين بأقوال التابعين الطيبين الطاهرين عليهم جميعا رحمة الله وقلت أقوال التابعين فى التفسير لها ثلاثة أقوال.
الحالة الأولى: أن يجمعوا على تفسير آية بأن معناها كذا فهذا القول الذى أجمعوا عليه يجب الأخذ به لمحل الإجماع وهذا كما يشمل التابعين يشمل من بعدهم من المسلمين فالإجماع حجة فى جميع العصور وإن كان الإجماع الذى ينضبط ويقع ,يقع فى العصر الأول فى عصر الصحابة والتابعين وتابعيهم وأما بعد ذلك فقد افترقت الأمة واختلفت وقل أن يحصل إجماع إنما الإجماع الذى ينضبط ما كان فى الصدر الأول كما قال الإمام ابن تيمية عليه رحمة الله فى رسالته الواسطية الإجماع الذى ينضبط ما كان فى القرون الأولى وأما بعد ذلك فاختلفت الأمة وتفترقت وتعددت آراؤها ونحلها فقل أن يجمعوا على قول وقل أن يحصل هذا لكن يبقى الحكم أن الإجماع حجة فى جميع العصور فإذا أجمعوا على قول فى تفسير الآية فلا بد من الأخذ به لمحل الإجماع وذكرت لهذا أمثلة منها إذا كان بعضكم يستحضر شيئا مثالا لهذه الحالة فيكم من يستحضر تفسيرا أجمع عليه التابعون فيجب الأخذ به لمحل الإجماع نعم يا أخى الكريم بأى شىء فسروها وأجمع التابعون على ذلك وعلمه فى كل مكان فتفسير المعية هنا بأن المراد منها معية العلم والإحاطة والاطلاع هذا مما أجمع عليه التابعون.
يقول الأوزاعى كنا نقول والتابعون متوافرون الله فوق عرشه بائن من خلقه علمه فى كل مكان فالمعية بالذات مستحيلة وليست المعية هنا معية خاصة لتكون معية تأييد ونصر وتوفيق فإذن هى معية عامة بمعنى الإحاطة والاطلاع والمراقبة والمشاهدة والعلم وعدم خفاء شىء عن الله جل وعلا.