ومن ذلك قول الله جل وعلا {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم} من سورة النحل إذا أردت المراد من هذه الآية إذا أردت أن تقرأ وإذا أردت الشروع فى القراءة فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ولا يقال إن الفعل هنا فعل ماض ورتب الله جل وعلا الجزاء على الشرط فإذا قرأت القرآن وانتهيت استعذ بالله من الشيطان الرجيم كما وهم فى ذلك بعض المفسرين ويأتينا هذا إن شاء الله عند تفسير آيات الإستعاذة ونسبوا هذا القول إلى بعض الصحابة كإبى هريرة وغيره رضي الله عنهم بأن الاستعاذة تكون فى آخر القراءة لأن الله يقول {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم} إذا انتهيت فاستعذ وهذا الكلام كما قال الإمام أبو بكر ابن العربى فى أحكام القرآن قال فى حق هذا الكلام انتهى العى بقوم إلى أن قالوا إن الإستعاذة بعد القراءة ونسب بعضهم ذلك إلى الإمام مالك والله أعلم بسر هذه الرواية وفقه الإمام مالك وذكائه أعلى من أن ينسب إليه ذلك إذن {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم} كيف تقولون إذا أردت أن تقرأ ,نقول لهذا نظائر فى كلام الله وهذا بينته آيات القرآن يقول الله جل وعلا {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق} الآية إذا قمتم إذا أردتم القيام إلى الصلاة وأنتم محدثون فتطهروا وليس وهو يصلى يتوضأ هذا بينته آيات القرآن ووضحته.
ومن ذلك قول الله جل وعلا {يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة} أى إذا أردتم مناجاة الرسول عليه الصلاة والسلام.
ومن ذلك قول الله {وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب} أى إذا أردتم سؤالهن لمتاع من أمتعة الدنيا ومتاع البيوت فاسألوهن من وراء حجاب إذا أردتم.