فإذن ليلة القدر عظيمة البركة ومن بركتها أنها خير من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر وهى خير من ألف شهر يتعبد فيها المكلف من الأمم السابقة فهذه الأمة أعمارها قصيرة فأعطاهم الله ليلة هى خير من ألف شهر إذا أحيوها كتب لهم ما يزيد على عبادة بضع وثمانين سنة والأجر لنا خير من تلك السنوات الكثيرة التى يقومها فرد من الأمم السابقة فى عبادة ربه جل وعلا إذن هذه الليلة المباركة هى ليلة القدر ليلة القدر التى لها هذا الشأن فى أى شهر شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هذا تفسيرللقرآن بالقرآن فالليلة المباركة التى لم تحدد فى أى شهر هى ولم تبين متى تكون فى سورة الدخان {إنا أنزلناه فى ليلة مباركة} بين الله فى سورة القدر أن هذه الليلةالمباركة هى ليلة القدر وليلة القدر التى نزل فيها القرآن هى فى شهر رمضان كما قال ربنا الرحمن {شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن} هذا تفسير للقرآن بالقرآن ومن ذلك قول الله جل وعلا فى سورة الإسراء {قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذن لابتغوا إلى ذى العرش سبيلا} لطلب تلك الآلهة طريقا الى الله هذا الطريق الذى يطلبه تلك الآلهة إلى الله ما هو؟
آيات القرآن دلت على أن ذلك الطريق محصور فى أمرين اثنين كل منهما حق, الأمر الأول لطلبو طريقا لمنازعة الله ولمخاصمته ولقتاله كما قال جل وعلا {قل لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} {قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذن لابتغوا إلى ذى العرش سبيلا} لحصل النزاع بين تلك الآلهه التى تزعمونها مع الله ومع الله كما قال جل وعلا {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} فلنازعت تلك الآلهه هذا الإله وبالتالى يختل نظام هذا الكون والإحكام الذى فيه دل على إنه إله واحد يسيره ويتصرف فيه {قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذن لابتغوا إلى ذى العرش سبيلا} سبيلا الى منازعته ومخاصمته ومغالبته {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} .