وهكذا أحمد أمين فى كتابه ظهر الإسلام فى الجزء الثانى فى صفحة سبعين وثلاثين وعليه فالتفسير بالمأثور هو: أن ينقل المفسر تفسير كلام الله جل وعلا من كلام الله ومن سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام ومن أقوال الصحابة الكرام رضى الله عنهم ومن أقوال التابعين عليهم رحمة الله جل وعلا فليس للمفسر فى هذه الطريقة إلا النقل من هذه المصادر الأربع ولذلك قيل له تفسير بالمأثور من قولك أثرت الحديث آثره إذا ذكرته ورويته عن غيرى ومنه قول إبى سفيان والحديث فى صحيح البخارى عندما أرسل النبى صلى الله عليه وسلم كتابه إلى هرقل عظيم الروم يدعوه إلى الإسلام فجمع هرقل من هم من مكة فى بلاد الشام جاؤا تجارا إلى بلاد الشام ليسألهم عن النبى عليه الصلاة والسلام فلما اجتمعوا قال لهم أيكم أقرب نسبا بهذا الرجل الذى يزعم أنه نبى فقلت أبو سفيان أنا فقال قدموه وجعلوا أصحابه وراء ظهره ثم قال هرقل لقوم إبى سفيان إنى سائل هذا أى أبا سفيان عن هذا الرجل الذى يزعم أنه نبى عليه الصلاة والسلام فإن كذبنى فكذبوه فقال أبو سفيان والله لولا أن يأثروا عنى كذبا لكذبت عليه أى لافتريت وقلت فيه ما ليس فيه،يأثروا أى ينقلوا عنى كذبا وتتناقله الأجيال بأن أبا سفيان كذاب فالكذب منقصة فى بنى الإنسان فلذلك لن يتكلم إلا بحقيقة الأمر لولا أن يأثروا عنى كذبا لكذبت عنه فإذن تفسير المأثور أى منقول من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أقوال الصحابة رضوان الله عليهم ومن أقوال التابعين عليه رحمة الله هذه الطرق الأربعة للتفسير بالمأثور ينبغى أن نقف عندها وقفة يسيرة نوضح فيها هذه الطرق.