إذن ما المراد بالمعية معية علم وإحاطة وهذه المعية العامة، وأما المعية الخاصة فأجمع السلف على أن المراد منها معية نصر وتأييد وتوفيق ورعاية وحفظ وكلائة وعناية {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} {لاتحزن إن الله معنا} {إن معى ربى سيهدين} ليست المعية هنا هى المعية فى قول الله: {مايكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم} فبما سيمتاز المؤمن عن الكافر إذن إذا كانت معيته لنبيه عليه الصلاة والسلام كمعيته لعدوه أبى جهل وغيره فما ميزة النبى عليه الصلاة والسلام على غيره حتى يقول إن الله معنا معنا بنصره وتأييده وتوفيقه ورعايته وحفظه وكلائته ومعونته وهناك معية عامة بعلمه وإحاطته واطلاعه ورقابته سبحانه وتعالى.
إذن هنا تفسير أجمع عليه التابعون فلابد من الأخذ به ومخالفة هذا هو عين الضلال {الرحمن على العرش استوى} .
كما ثبت هذا عن التابعين رضي الله عنهم آيات المعية {وهو معكم أينما كنتم} بعلمه كنا نقول والتابعون متوافرون الله فوق عرشه وعلمه فى كل مكان سبحانه وتعالى هذا نوع من أنواع التفسير إذا وجدته فعض عليه بالنواجذ وحذارى حذارى من تركه فلا يتركه إلا من كان ضالا وغضب الله عليه لأن مخالف الإجماع ضال {ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا} .