الأمر الثانى: مانقل عن الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم جميعا مما ليس له حكم المرفوع إلى نبينا صلى الله عليه وسلم فالنفس تطمئن إليه والقلب يسكن لقبوله ويميل إلى ذلك ويقدمه عل ما سواه والأمر الثالث عمل المفسرين وأئمة الإسلام حيث جعلوا ما نقل عن الصحابة والتابعين رضى الله عنهم جميعا من قبيل التفسير بالمأثور فالأمام السيوطى عليه رحمة الله عندما ألف كتابه العظيم النافع فى التفسير بالمأثور وهو المسمى بالدر المنثور فى التفسير بالمأثور ولم يرد به تفسيرا بالرأى على الإطلاق قصر هذا الكتاب على تفسير كلام الله جل وعلا بما نقل عن النبى عليه الصلاة والسلام وبما نقل عن الصحابة الطيبين وبما نقل عن التابعين الطاهرين رضوان الله عليهم أجمعين، هذا عمله فى تفسيره الدر المنثور فى التفسير بالمأثور والكتاب عظيم ونافع جدا وهو فى ست مجلدات كبيرة ولو حقق لربما لوصل الكتاب إلى عشرين مجلدا فى التفسير بالمأثور المنقول فقط على أقل تقدير (الدر المنثور فى التفسير بالمأثور) .

وعلى هذا سار بعد ذلك من كتب فى التفسير من أئمة المسلمين فالشيخ الذهبى فى كتابه التفسير والمفسرون فى الجزء الأول فى صفحة اثنتين وخمسين ومائة اعتبر ما نقل عن الصحابة الطيبين وما نقل التابعين الطاهرين من طرق التفسير بالمأثور وهكذا أحمد أمين فى كتابه ظهر الإسلام فى الجزء الثانى فى صفحة سبعين وثلاثين وعليه فالتفسير بالمأثور هو: أن ينقل المفسر تفسير كلام الله جل وعلا من كلام الله ومن سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام ومن أقوال الصحابة الكرام رضى الله عنهم ومن أقوال التابعين عليهم رحمة الله جل وعلا فليس للمفسر فى هذه الطريقة إلا النقل من هذه المصادر الأربع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015