ففى صحيح مسلم وغيره من حديث ابى هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: [من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه فى الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله، والله فى عون العبد ما دام العبد فى عون أخيه، ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً الى الجنة، وما إجتمع قوم فى بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة (أى الطمأنينة راحة القلب، وليس المراد منها الملائكة لأن الملائكة سيأتى ذكرها فى نهاية الحديث وتنزلها عليه، نزلت السكينة {هوالذى أنزل السكينة فى قلوب المؤمنين} قلوبهم تطمئن، صدورهم ترتاح نفوسهم تتنور عقولهم تزكو) إلانزلت عليه السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فى من عنده، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به أسفه] .
ولذلك كان الصحابة إذا إجتمعوا لاـ ـ يجعجع ـ ولكن هذا ينظرون إليه وهم صمود {ما هذه التماثيل التى أنتم لها عاكفون} ، إنما كانوا إذا إجتمعوا يقول بعضهم لبعض ذكرنا ربنا، فيقرأوا القرآن كانوا إذا إجتمعوا يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأبى موسى الأشعرى، وأحياناً لأبى بن كعب ذكرنا ربنا فيقرأ القرآن وهم يصغون ويستمعون لأنهم يحصلون هذا الأجر العظيم تنزل عليهم السكينة تغشاهم الرحمة تحفهم الملائكة، يذكرهم الله فيمن عنده.
إخوتى الكرام: وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم وهوقدوتنا وإسوتنا وإمامنا يفعل هذا ويحثنا على فعله، فكان يطلب من الأمة أن تقرأ عليه القرآن ليستمع، لنطلب أيضاً نحن قرأة القرآن ونستمع لنحصل الأجر.