والأمر الثالث: مترتب على الأمور الأربعة المتقدمة: أن هذا الكتاب هو أحسن الحديث وهو أصدق الحديث فهو منزل من العليم الحكيم الرحيم من ربنا ورب العالمين، فكلامه حق وصدق كما قال جل وعلا فى سورة الزمر: {أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين. الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد} .
والأمر الرابع: التى ترتب على الأمور الأربعة المتقدمة: أن هذا القرآن هو حياة الهالم وهو روح الحياة فبدونه لايحيى الناس وبدونه لاتستقر الحياة، كما قال جل وعلا فى آخر سورة الشورى: {وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم. صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور} ، وقال الله جل وعلا فى سورة الأنعام: {أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون} .
فترتب على الأمور على الأمور الأربعة الأولى أن هذا القرآن منزل من العليم الحكيم الرحيم من ربنا رب العالمين وترتب على هذا أن فيه الهدى والنور فيه الخير والبركة، هو أحسن الحديث هو حياة العالم وروح حياتهم، وهذه الأمور الثمانية أيضاً ترتب عليها أمران إثنان فمجموع الأمور عشرة توجد فى كلام الله جل وعلا لايوجد واحد منها فى كلام غيره.
الأمر الأول: مكن الأمرين الأخرين أن كلام الله جل وعلا لاشك فيه ولا تناقض، ولا تضارب فيه {ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين} ، ويقول الله جل وعلا فى سورة النساء: {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} .