ولذلك قال أئمتنا، وهذا الكلام انقشوه في صدوركم: "الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد (?) وإنكار الأسباب أن تكون أسباباً قدح في الشرع والحكمة (?) ، والإعراض عن الأسباب قدح في العقل (?) وتنزيل الأسباب منازلها ومرافقة بعضها ببعض (?) محض العبودية لرب البرية".
إذن أربعة أحوال: قال الله لمريم (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً) فلابد من سبب (هزي) لكن الذي سخر سقوط التمر هو الله، فهي ضعيفة (نفساء ثم هل هزها سيحرك النخلة؟!، لكن هذا هو بذل السبب وهذا هو جهدها، ولذلك قال بعض الظرفاء الأكياس:
ألم تر أن الله قال لمريم ... فهزي الجذع يساقط الرطب
ولو شاء أدنى الجذع من غير هزها ... إليها ولكن كل شيء له سبب