وقيل: تكون للزوج الأخير.
وقيل – وهو المعتمد – كما في المسند وغيره والحديث في درجة القبول – وأمنا أم سلمة رضي الله عنها تسأل عن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: [تكون لأحسنهم خلقاً، ذهب حسن الخلق بخيري الدنيا والآخرة] فتخير يوم القيامة بين من تزوجها لتختار من كان يُحسن عشرتها.
إذن الشفاعة الأولى شفاعة أهل الجنة لقراباتهم، وقد ورد في كتاب الله ما يشير إلى هذا قال جل وعلا في سورة الطور (والذين آمنوا واتبعهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء) .
(ما ألتناهم) أي ما أنقصناهم فنلحق النازل بدرجة العالي دون العكس.
وثبت في مستدرك الحاكم (2/468) بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنه قال: [إن الله يرفع ذرية المؤمن معه في الجنة، وإن كانوا دونه في العمل، ثم قرأ (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان.....) الآية] والأثر موقوف على ابن عباس وله حكم الرفع لأنه يتعلق بمغيب ولا يمكن للعقل أن يستنبط هذا.
وقد ورد هذا في مسند البزار مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن عباس أيضاً، انظر مجمع الزوائد (7/114) وزاد بعد قوله في العمل [لتقرّ بهم عينه] ، وهو صحيح أيضاً.
وورد في معجم الطبراني الكبير والصغير تفسير ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: [إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه وزوجته وولده، فيقال إنهم لم يبلغوا درجتك، فيقول: يا رب، عملت لي ولهم، فيؤمر بإلحاقهم به، ثم قرأ: (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان.....) الآية] ، وهذا الأثر ضعيف، لأنه من رواية محمد بن عبد الرحمن بن غزوان وهو ضعيف، لكن يشهد له الأثران المتقدمان.
وهذا التفسير هو أحد تفسيرين في الآية المتقدمة، على أن المراد من الذرية هنا: الأهل الكبار، وقيل - وهو التفسير الثاني – المراد من الذرية الأولاد الصغار.