وقد فسر (المقام المحمود) بأربعة معان ٍ:
أولها: أنه هو الشفاعة العظمى. قد حكى الواحدي إجماع المفسرين على القول بهذا، وقد روى ابن أبي عاصم في (السنّة) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم [في قوله تعالى: (عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً) قال: الشفاعة] وإسناده ضعيف لكن الحديث صحيح لشواهده وقد حسنه الترمذي.
وروي أيضاً عن كعب بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم: [إذا كان يوم القيامة كنت أنا وأمتي على تل، فيكسوني حلة خضراء، ثم يأذن لي تبارك وتعالى أن أقول ما شاء الله أن أقول وذلك المقام المحمود] وإسناده جيد (وهذان الحديثان ذكرتهما أنا ولم يذكرهما الشيخ الطحان) .
ثانيها: أنه لواء الحمد:
ولا تعارض بينهما فهو يحمل لواء الحمد عندما يشفع وتحت لوائه آدم فمن دونه، فإذن لواء الحمد والشفاعة في وقت واحد.
ثالثها: أن المقام المحمود
هو كل خصلة حميدة يحمده عليها الأولون والآخرون في الدنيا والآخرة.
رابعها: أن يجلس معه على العرش
وهذا روي في تفسير الطبري وغيره [أن الله يُجْلِسُ نبيه على عرشه معه وهذا هو المقام المحمود] .
والأقوال الثلاثة الأولي كلها مقبولة، والأخير الرابع جرى حوله كلام حتى أن بعض الأئمة استنكروه.
المحاضرة الثانية والعشرون
والأثر الذي رواه الطبري هو عن مجاهد فهو إذن ليس بمتصل إلى نبينا صلى الله عليه وسلم ولم يثبت عندنا عن طريق موصول صحيح.