وهناك قصة لبعض الضالين في بلاد الشام من الصوفية المخرفين الذين يتبعون شيخاً ضالاً يقول لهم: أولادي لا تخافوا، فإذا صار يوم القيامة أضعكم في رقبتي كما تضع المرأة القلادة في عنقها، ثم أمر من فوق جهنم فأطير إلى الجنة، وتلامذته ينقلون هذه القصة عنه ويبتهجون ويفرحون ويقول: نحن سيشفع لنا هذا الشيخ العظيم، فقلت لواحد منهم عندما كلمني: وإذا سقط شيخك في جهنم، فكيف سيكون حالكم؟ ووالله إذا لم يرجع عن اعتقاده هذا سيسقط رغم أنفه ما دام يدعي هذا الأمر الذي يحاد ويضاد به الله:

ألم يسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم:

[يا فاطمة لا أغني عنك من الله شيئاً، اعملي] .

[يا عباس يا عم النبي، لا أغني عنك من الله شيئاً، اعمل] .

[يا صفية سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئاً] .

هذا يقوله النبي صلى الله عليه وسلم مع أنه سيد الشافعين المشفعين والشفاعة له ثابتة بإجماع أهل السنة ودلت عليها النصوص الصحيحة الثابتة، ومع ذلك يقول كَوني سأشفع لهذا أو لهذا هذا مرده إلى الله جل وعلا!!.

ولذلك في صحيح مسلم [لما جاء ربيعة بن كعب الأسلمي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان دائماً يحضر للنبي صلى الله عليه وسلم وضوءه ليتوضأ منه، فقال له ذات يوم لما أحضر له وضوءه: سلني فقال ربيعة: أسألك مرافقتك في الجنة، فقال أَوَغير ذلك؟ فقال: هو ذاك يا رسول الله فأطرق النبي عليه الصلاة والسلام يقول ربيعة – وظننت أنه يوحى إليه – ثم رفع فقال إني فاعل، فأعني على نفسك بكثرة السجود] ، نعم ما سأل ربيعة وهذه هي همم النفوس العالية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015