فحافظوا عليه صباحاً ومساءً، فإنه هدية من نبينا عليه الصلاة والسلام لبِضْعَتِه فلتأخذ به أنت وهذان الاسمان هما أصل لسائر صفاته، فكل صفة لله أصلها الحي أو القيوم.

فالصفات الذاتية بأسرها لا يثبت شيء منها لله إلا بعد ثبوت الحياة له جل وعلا، والصفات الفعلية بأسرها من الخلق والرزق والإحياء والإماتة والإعزاز والإذلال وما شاكلها لا تثبت لله إلا إذا ثبتت القيومية له.

فهو حي حياة كاملة فلا تأخذه سنة ولا نوم، ومن باب أولى لا يطرأ عليه فناء ولا يموت سبحانه وتعالى، وهو قيوم قائم بنفسه مقيم لشؤون غيره يدبر أمور عباده (أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت) .

وقد ورد في سنن ابن ماجه بسند حسن – وهو في غيره أيضاً – عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال: [الاسم الأعظم في ثلاث سور] قال القاسم بن عبد الرحمن، راوي الحديث، وهو من أئمة التابعين – فطلبته هذا فوجدته في سورة البقرة وآل عمران وطه.

فهي في سورة البقرة في آية الكرسي آية (255)

في سورة آل عمران الآية الثانية: (الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم)

وفي سورة طه الآية (111) : (وعنت الوجوه للحي القيوم)

وما ذكر الله اسمي الحي القيوم مقترنين إلا في هذه السور الثلاث، فقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث [اسم الله الأعظم في ثلاث سور] قرينة – كما قال أئمتنا – على أن هذين الاسمين هما اسم الله الأعظم لكن مع هذا نقول اختلف أئمتنا لقرائن هل هو هذا، أم يا ذا الجلال والإكرام؟ أم لفظ الله؟ وقيل غير ذلك، وكل فريق أورد أدلة له، لكن هذا – الحي القيوم – فيما يظهر أظهرها؛ لأن له ميزة على سائر أسماء الله سبحانه وتعالى، فإنهما كما قلنا أصلان لسائر أسماء وصفات الله سبحانه وتعالى فلا يستبعد أن يكونا هما اسم الله الأعظم، سبحانه وتعالى لاسيما مع قرينة [في ثلاث سور] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015