.. ثبت في صحيح مسلم وسنن النسائي والترمذي من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: [فأُعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً – أي مما أعطي – (لما رفع فوق السماء السابعة) : الصلوات الخمس، وخواتيم سورة البقرة، وغُفِرَ لمن لم يشرك بالله من أمته شيئا المقحماتُ] أي غفرت المقحمات لمن لم يشرك بالله من أمته والمقحمات هي الذنوب العظيمة الكبيرة التي يقحم صاحبها وتزجه في نار جهنم.
... وقد ثبت في سنن الترمذي بسند صحيح عن نبينا عليه الصلاة والسلام قال: [يقول الله: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك....] وآخر الحديث هو محل الشاهد: [يا ابن آدم لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة] أي لو أتيت بما يقارب ملء الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة، وهذا من فضل الله على هذه الأمة، فنسأل الله أن يتوفانا على الإيمان بفضله ورحمته إنه ذو الجلال والإكرام.
... وقد أخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام في أحاديث صحيحة متواترة أن شفاعته لأهل الكبائر من أمته، والحديث في مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي وقال: حسن صحيح، ورواه أبو داوود والحاكم وابن حبان وغيرهم عن أنس رضي الله عنه – وهو مروى عن غيره عند غيرهما أيضاً – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي] ، فالله سبحانه وتعالى يشفّع نبيه في أهل الكبائر ويقبل شفاعته ويغفر لهم ويرحمهم فهو أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين، وهذه أعظم تُحفة حصلت لهذه الأمة في حادث الإسراء والمعراج.
المحاضرة الحادية عشرة: 8/4/1412هـ
... وعقيدتنا معشر أهل السنة أن أصحاب الكبائر يفوض أمرهم إلى ربنا القاهر فلا نحكم عليهم بنار، ولا ننزلهم جنة، لكن نرجو لهم المغفرة.