وهكذا المؤمن فالقول الذي يصدر منه هو بمثابة الرائحة الذكية التي تعبق وتفوح، فلا يتكلم إلا بطيب، كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام [من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت] ، فهو قول حسن يعبق به المجلس ويفوح فلا نتكلم بما يخدش الآذان أو في عرض مسلم.

والعمل الذي يصدر منه هو بمثابة ظل شجر السدر، فهو عمل صالح؟؟ النية التي تصدر منه هي بمثابة الطعم وهي أطيب وأطيب مما ذكر.

فإذن ذكرت هذه الشجرة وخصت في ذلك المكان ورآها نبينا عليه الصلاة والسلام؟؟ الإيمان الذي كلف به عليه الصلاة والسلام وبتبليغه يشبه هذه الشجرة التي غشاها ما غشاها، ونبقها في تلك الصورة الحسنة البهية وراحتها ذكية.

وقد شبه نبينا عليه الصلاة والسلام المؤمن بالأترجة إذا قرأ القرآن،؟؟؟؟؟ يقرأ القرآن، ثبت في الصحيحين وسنن النسائي وغيرها من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب] والأترجة هي المانجو الآن، ويمكن أن يقال شجر التفاح يعد لها هي في الأصل المانجو، وهي موجودة في بلاد مصر بكثرة، وهكذا التفاح ريحه طيب وطعمه حلو، ولو اشتريت ثمر المانجو ووضعته في البيت، فإنك إذا دخلت إلى البيت تشم ريحه إذا كان ناضجاً وكأن البيت مطيب، وهكذا الطعم. ثم قال: [ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة طعمها طيب، ولا ريح لها] فتوجد نية طيبة لكن لا توجد رائحة حسنة من هذا المؤمن.

ثم قال: [ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة] ، والريحانة ريحها طيب لكن طعمها مر وكذا حال هذا المنافق فالقول الذي يصدر منه هو بمثابة الرائحة الطيبة، أما النية فهي سيئة الله أعلم بحال صاحبها، فتجده يتجمل بقراءة القرآن فتحصل منه رائحة طيبة. ثم قال [ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظل لا ريح لها وطعمها خبيث] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015