1- الجنة دار فضل الله – جل وعلا – والنار عدله، ولا يستقيم في عدل الملك الرحمن تعذيب من لم توجد فيه شروط التكليف من إنس وجان كما أخبر بذلك الرحيم الرحمن وإذا انتفى دخول هؤلاء دار الجحيم، ثبت كونهم من أهل جنة النعيم، فليس في الآخرة إلا دار الإحسان، ودار العقوبة لأهل العصيان.

2- يستحيل تعذيب هؤلاء، لأن تعذيبهم إما مع تكليفهم بالإيمان، أو بدون تكليف، والقسمان ممتنعان: فيمتنع بالأدلة المتقدمة في شروط التكليف بالتوحيد، ومن أن الله المجيد، لا يعذب أحداً من العبيد، إلا بعد قيام الحجة، ووضوح المحجة.

3- لا يصح تعذيب هؤلاء لانتفاء الإيمان عنهم، لأنهم يشتركون في ذلك مع أطفال المسلمين، فالإيمان الفعلي لم يوجد منهم أجمعين، ولا يصح القول بأن منع العذاب عن أطفال المسلمين بسبب تبعيتهم لآبائهم بخلاف أطفال المشركين، لأن الله لا يعذب أحداً بذنب غيره كما قال الله – جل وعلا –: {فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} يس54، وقال – جل جلاله –: {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} الزمر7.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015