غزوة بدر الكبرى الحمد لله القوي القادر، العزيز الحكيم، أحمده وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، ينصر المؤمنين بفضله، ويؤيدهم بقوته ويمدهم بملائكته، ما أخلصوا له النية، وأقاموا له الدين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، سيد المجاهدين، وإمام الشجعان المقاتلين، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، الذين باعوا أنفسهم لله، وقدموا أموالهم فداءً لدينه ونصرة لدعوته، ودفاعًا عن الحق، فكانوا من المهتدين.
أما بعد: فيقول الحق سبحانه في كتابه الكريم: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ - إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ - بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ - وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [آل عمران: 123 - 126] (?) .
أيها المسلمون: إن غزوة بدر الكبرى، أول معركة حربية كبيرة خاض غمارها المسلمون بقيادة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد سبقتها في الواقع عدة أعمال عسكرية صغيرة كان المقصود منها تدريب الصحابة، وجس النبض، واختبار الموقف في نواح متفرقة من الجزيرة العربية، وبخاصة حول المدينة،