فوائد التقوى الحمد الله معز من أطاعه واتقاه، ومذل من خالف أمره وعصاه، أحمده سبحانه وأشكره على حلو نعمه ومر بلواه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله أفضل الأنبياء وأكرم الأتقياء صلى الله عليه وعلى كل من اتقى الله حق تقاته من صحب وآل وأتباع إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: فيا عباد الله اتقوا الله فما خلقتم إلا للتقوى وما أسدى عليكم من نعم إلا لتستعينوا بها على تقواه. وحقيقة التقوى - رحمكم الله - هي أن تجعلوا أنفسكم دائمًا في وقاية من عذاب الله وعقابه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، فلا يراكم حيث نهاكم ولا يفقدكم حيث أمركم. يروى عن أمير المؤمنين علي بن أبى طالب رضي الله عنه قال: التقوى هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد للرحيل.
أيها المسلمون: حقًّا إننا لمحتاجون للتقوى أشد من احتياجنا للماء والهواء ولو لم تكن إلا أنها تجلب محبة الله سبحانه ومن أحبه الله أحبه الناس: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم: 96] {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: 4] وفي حديث أن الله إذا أحب عبدًا وضع القبول له في الأرض فاتقوا الله أيها الناس فبالتقوى أوصى الله ورسوله وجدير بالمسلم أن يعض بالنواجذ على وصية خالقه ومدبره ووصية رسوله {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ} [النساء: 131] وقال عليه الصلاة