عقوبة الزنا واللواط الحمد لله الذي شرع العقوبة للعصاة لتكون ردعًا لغيرهم من الآثمين الطغاة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أفضل النبيين وقائد المصلحين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا.
أما بعد أيها الناس: اتقوا الله تعالى واعرفوا نعمة الله عليكم بهذا الدين الكريم الجامع بين الرحمة والحكمة، رحمة في إصلاح الخلق وحكمة في اتباع الطريق الموصل إلى الهدف الأسمى.
أيها الناس: إن من طبيعة البشر أن يكون لهم نزعات متباينة، فمنها نزعات إلى الخير والحق، ومنها نزعات إلى الباطل والشر، كما قال الله تعالى: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} [الليل: 4]
ولما كانت النفوس الشريرة والنزعات الخاطئة والأعمال السيئة لا بد لها من رادع يكبح جماحها ويخفف من حدتها شرع رب العباد وهو الحكيم العليم الرءوف الرحيم حدودًا وعقوبات متنوعة بحسب الجرائم لتردع المعتدي وتصلح الفاسد وتقيم المعوج وتكفر عن المجرم جريمته إذ لا يجمع الله عليه بين عقوبة الدنيا والآخرة فأوجب إقامة الحدود لمرتكبي الجرائم كل بحسب جريمته: فالسارق تقطع يده لأنه يسرق بها غالبًا، وقطاع الطريق إذا قَتَلُوا قُتِلُوا وإن أخذوا المال فقط قطعت أيديهم وأرجلهم من خلاف لأنهم يستعينون على قطع الطريق بأرجلهم وأيديهم فقطعت أيديهم وأرجلهم من