الأمانة في ذلك باختيار المناهج الصالحة والمدرسين الصالحين المصلحين وتثقيف الطلبة علميًا وعمليًا دينا ودنيًا عبادة وخلقًا. وإن من الأمانة في ذلك حفظ الاختبار المدرسي من التلاعب والتهاون وحفظه في وضع الأسئلة بحيث تكون في مستوى الطلبة عقليًا وفكريًا وعلميًا لأنها إن كانت فوق مستواهم أضرت بهم وحطمتهم وأضاعت كل عامهم الدراسي وإن كانت الأسئلة دون مستواهم أضرت بمستوى الثقافة العامة في البلاد، وحفظ الاختبار وقت الإجابة على الأسئلة بحيث يكون المراقب فطنًا حازمًا لا يدع فرصة للتلاعب ولا يحابي ابنًا لقريب ولا لصديق لأنهم هنا على درجة واحدة كلهم في ذمة المراقب وعهدته سواء. وحفظ الاختبار وقت تصحيح الأجوبة بحيث يكون التصحيح دقيقًا لا يتجاوز فيه ما يسمح به النظام حتى لا يظلم أحد على حساب الآخر ولا ينزل طالب إلا في المنزلة التي يستحقها.
إننا إذا حافظنا على هذه الأمانة في الاختبار في مواضعه الثلاثة فهو من مصلحة الأمة كلها ومن مصلحة العلم، فهو من مصلحة القائمين على الاختبارات بأداء الواجب عليهم وإبراء ذممهم ومن مصلحة الطلبة حيث يحصلون على مستوى علمي رفيع ولا يكون حظهم من العلم بطاقة يحملونها أو لقبا يستحقون معناه وهو من مصلحة العلم حيث يقوى ويزداد حقيقة ولا يهمنا عند ضبط الاختبار أن يكون الناجحون قليلًا لأن العبرة بالكيفية لا بالكمية وإذا كانوا قليلًا في عام كانوا كثيرًا في العام الذي يليه حيث يعتادون على الجد ويستعدون له.
وفقني الله وإياكم لأداء الأمانة وإبراء الذمة وحفظنا من إضاعتها