مقابلة السيئة بالحسنة والمودة بين المسلمين الحمد لله الذي وعد على مقابلة الإساءة بالإحسان خير الجزاء. أحمده سبحانه على السراء والضراء. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبده ورسوله، خاتم الرسل وأفضل الأنبياء.
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه.
أما بعد فيا عباد الله: إن كل إساءة تقابل بالإحسان سوف يكون له الأثر الطيب في محو أثرها، ومعالجة ما أحدثته من صدع وجفاء ومن أجل ذلك وجه رب العزة عباده إلى اتباع السيئة بالحسنة فقال عز من قائل: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ} [المؤمنون: 96] وقال أيضًا: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34] ولقد جاء في تفسيرها إذا أحسنت إلى من أساء إليك قادته تلك الحسنة إلى مصافاتك ومحبتك حتى يصير كأنه ولي لك حميم أي قريب إليك من الشفقة عليك والإحسان إليك، ومقابلة السيئة بالحسنة مرتبة عظيمة لا يرتقي إليها من عباد الله إلا من امتلك زمام نفسه وقسرها على ذلك. إذ فيه خيره وسعادته في الآجلة والعاجلة وصلاح مجتمعه.
ولقد تركز في النفوس غريزة حب الانتقام والتشفي والانتصار للنفس، فمن خالف هواه وأخذ بتوجيه مولاه وقابل السيئة بالحسنة دخل في إطار من ارتفع به رب العزة إذ يقول في معرض المدح والإشادة