فضل ليلة القدر وقيام الليل الحمد لله الذي من على عباده بمواسم الخيرات ووفق من شاء منهم لاغتنام هذه المواسم بفعل الخيرات وخذل من شاء منهم فكان حظه التفريط والخسران وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب الأرض والسموات وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أفضل الخلق أجمعين صلى الله عليه وعلى اله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان مدى الدهور والسنين وسلم تسليمًا.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله تعالى واغتنموا مواسم الخير بعمارتها بما يقرب إلى ربكم واحذروا من التفريط والإضاعة فستندمون على تفريطكم وإضاعتكم، إخواني: من لم يربح، في هذا الشهر الكريم ففي أي وقت يربح ومن لم ينب فيه إلى مولاه ففي أي وقت ينيب؟ ومن لم يزل متقاعدًا عن الخيرات ففي أي وقت تحصل له الاستقامة والفلاح، فبادروا يرحمكم الله فرص هذا الشهر قبل فواتها واحفظوا نفوسكم عما فيه شقاؤها وهلاكها، ألا وإن شهركم الكريم قد أخذ بالنقص والاضمحلال وشارفت لياليه وأيامه الثمينة على الانتهاء فتداركوا أيها المسلمون ما بقي منه بالأعمال الصالحة، وبادروا بالتوبة من ذنوبكم لذي العظمة والإكرام واعلموا أن الأعمال بالخواتيم فأحسنوا الختام، لقد مضى من هذا الشهر الكريم الثلثان وبقي منه الثلث وهي هذه العشر فاغتنموها بالعزائم الصادقة وبذل المعروف والإحسان وقوموا في دياجيها لربكم خاضعين ولبره وخيراته راجين ومؤملين ومن عذابه وعقابه مستجيرين مستعيذين فإنه تعالى أكرم الأكرمين وأرحم