الخطبة الثانية الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليمًا.
أما بعد أيها الناس: اتقوا الله تعالى، وتفقهوا في دينكم، واعرفوا حدود ما أنزل الله على رسوله، فإن من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين.
واعلموا أن من أهم ما يجب عليكم معرفته أحكام الصلاة التي هي الركن الثاني من أركان الإسلام وعمود الدين، ومن أكثر ما يقع الخلل فيه سجود السهو في الصلاة حيث يجهله كثر من المصلين، فسجود السهو له أسباب وأحكام ومواضع ينبغي لكل مسلم معرفتها حتى يكون على بصيرة من أمره إذا وقع له ذلك، فأسباب سجود السهو إجمالًا ثلاثة: الزيادة والنقص والشك، فأما الزيادة فمتى زاد المصلي في صلاته ركوعًا أو سجودًا أو قيامًا أو قعودًا ركعة كاملة فأكثر وجب عليه سجود السهو ومحله بعد السلام كما وقع ذلك للنبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم -، قال ابن مسعود رضي الله عنه: «صفى النبي صلى الله عليه وسلم الظهر خمسًا فقيل له أزيد في الصلاة؟ قال وما ذلك؟ قالوا صليت خمسًا فسجد سجدتين بعدما سلم» ، رواه الجماعة، ومتى علم المصلي بالزيادة وهو في أثناء الزيادة وجب عليه الرجوع عن الزيادة وسجد للسهو.
وإذا سلم المصلي قبل تمام الصلاة ناسيًا فذكر قبل أن تمضي مدة طويلة