ودخل الناس في دين الله أفواجاً فهذه منزلة لم تحصل لا (?) لنوح ولا لغيره من النبيين صلوات الله عليهم أجمعين , ولا بلغ مُلْك مَلك ما بلغ مُلكه ودينَه كما قال: «زُويت (?) لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وأن مُلك أمّتي سَيبلغ (?) ذلك» (?).
وأما فضيلة نوح - عليه السلام - بأن الله تعالى سماه شكوراً باسم من أسماءه سبحانه , فنبيّنا - صلى الله عليه وسلم - قد خصَّه باسمين من أسماءه جمعهما له لم يشركه فيهما أحد فقال: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128] , ونوح - عليه السلام - لمَّا خاطبه الله تعالى قال له: {يَانُوحُ [اهْبِطْ بِسَلَامٍ] (?)} [هود: من الآية 48] , ولمَّا خاطب - صلى الله عليه وسلم - لم يقل له: يامحمد بل قال له: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ} [المائدة: 41 , 67] , {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ} [الأنفال: من الآية 64 , 65 , 70 / التوبة: من الآية 73 / الأحزاب: من الآية 1 , 28 , 45 , 50 , 59 / الممتحنة: من الآية 12 / الطلاق: من الآية 1 / التحريم: من الآية 1 , 9] , {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ} [المزَّمل: 1] , {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} [المدَّثر: 1] , فخاطبه بصفات الشَّرف والرِّفعة التي تقوم مقام الكنية واللقب بل أعظم , والخطاب بالكنية واللقب أعظم من
الخطاب بالاسم المجرَّد , وكذلك باقي الأنبياء خاطبهم [ق 6/ظ] بأسمائهم المجرَّدة فقال: {يَاإِبْرَاهِيمُ} [هود: من الآية 76 / مريم: من الآية 46 / الأنبياء: من الآية 62 / الصافات: من الآية 104] , {يَامُوسَى} [البقرة: من الآية 55 , 61 / المائدة: من الآية 22 , 24 / الأعراف: من الآية