قال: يا علي يا عظيم يا حليم يا عليم فدعا بها فوالله ما برحنا حتى خرجت من أذنه ولها طنين حتى أصابت الحائط وبرأ" (?)؛ والمشي على الماء في السفينة أمر معلوم معهود والنجاة فيه غير مستبعدة , ومشيُ العلاء بن الحَضرمي وأصحابه بخيولهم ودوابِّهم وحمُولهم على متن الماء بلا سفينة أعظم بالنسبة إلى معجزة محمد - صلى الله عليه وسلم - مِن مشي نوح - عليه السلام - ومن معه في السفينة واستجيبت دعواته كما استجيبت دعوة نوح - عليه السلام - أيضاً , فكرامة الأمَّة (?) من معجزة نبيِّنا - صلى الله عليه وسلم - , وسيأتي قصة سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - وأصحابه في فتح أبيض كسرى (?) إن شاء الله تعالى.

فإن قيل: إن الله تعالى أعطى نوحاً عليه الصلاة والسلام ما سأل من شِفَاء غيظه في إجابة دعوته على قومه بتعجيل النقمة عليهم حين كذَّبوه وكفروا بما أُرسل به فأهلك بدعوته مَن على بسيط الأرض مِن صامتٍ وناطقٍ إلا مَن آمن به ودخل معه السفينةَ وكانوا قليلاً كما قال تعالى: {وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ} [هود: من الآية 40] وكانوا فيما قيل: ثمانين نفساً أو نحوها , قلنا: هذه فضيلة عظيمة وآية جسيمة وافقَتْ سابِق القَدَر في هلاك مَن هلك لكن فضيلة نبيِّنا صلوات الله عليه وسلامه أكمل , ومعجزته أجمل , وعاقبتها أحسن , وصورة الواقع فيها أبين , وذلك أنه لمَّا كذَّبه قومُه [ق 5/و] وآذوه وبالغوا في أذاه جاءه الملك من ربِّه يُخيِّره في أن يُطبِق عليهم الأخشبَيْن: أخشبَي مكة يعني: الجبلين المكتنفين لها , فقال: «بل أرجو أن يُخرج الله من

أصلابهم مَن يعبد الله لايشركُ به شيئاً» (?) , فكان ما رَجَا من ذلك وزيادة , ولمَّا أسْرَف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015