(فصل) فأما ما أوتي يعقوب - عليه السلام -

(فصل) (?)

فأمّا ما أوتي يعقوب - عليه السلام - فلا شكّ في فضله , ولا مرية (?) في نبْله , فهو أحدُ الكرماء الذين شهد نبيّنا - صلى الله عليه وسلم - لهم بالكرم (?) , فإنّه الكريم ابن الكريم (ابن الكريم) (?) ,

وله القدم الصدق , والعقب المبارك عليه , فمن نسله الأسباط (?) , ومن ذريّته الهُداة , ومنهم مريم بنت عمران سيّدة نساء العالمين , وجعل فيهم الحُكم والنبوّة والكتاب؛ قلنا: نعم , وهو حقيق بذلك وبما هو أكبر منه , ولكن لنبينا - صلى الله عليه وسلم - أعظم نصيباً , وأرفع ذكْراً في العالمين , وأجلّ خطراً في الأولين والآخِرين , فإنه أفضل الخلق كما بينّا من شأنه , وقرّرنا من برهانه , ومن ذرّيته ابنتهُ فاطمة عليها السلام سيّدة نساء المسلمين الذين هم خير أمّة أخرجت للناس , والحسنُ والحسين اللذان هما سيّدا شباب (?) أهل الجنة وهم أغصان شجرته وثمرة جُرثومته (?) , والمهديّ الذي يكون في آخر الزمان يملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً من أهل بيته وعترته , فأما الأصل فإنّ [ق 46/ظ] محمّداً - صلى الله عليه وسلم - من ولد إسماعيل بن إبراهيم , ويعقوب بن إسحاق بن إبراهيم , ولا شكّ في فضل إسماعيل على إسحاق عليهما الصلاة والسلام (?) , ولا يضرّ محمّداً - صلى الله عليه وسلم - ما بينه وبين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015