فصل
وأما ردّ الشمس ليوشع بن نون - عليه السلام - فإنها لم تَرُدَّ بعد غروبها ولكنها وقفت بدعائه , وذلك أنه كان في غزوٍ وأشرف على الفتح وكادت الشمس أن تغيب فخاف إن غابت أن لا يتم له أمر الفتح فدعا الله تعالى فقال: اللهم إني مأمور وإنها مأمورة فاحبسها علي شيئاً حتى يفتح لي فحبسها الله تعالى له (?) ولا ريب في إجابة دعاء الأنبياء والصالحين لا سيما في أمور الدين , والمعجز الكبير الذي أوتيئه محمد - صلى الله عليه وسلم - من هذا الجنس أعظم وهو انشقاق القمر (نصْفَين لما سأله المشركون آية فأراهم القمر) (?) وقد انشقّ حتى رأوا الجبل بين الشّقتين [ق 39/و] فقال للنّاس (?): «اشهدوا» (?) وجاء من كان غائباً فأخبر
أنه رآه منشقاً كذلك , فقال بعضهم: إن كان محمّد قد سَحَرنا فلم يكن سَحَر الناسَ كلهم (?) , وانشقاق القمر كذلك أعظم من وقوف الشمس على حالها وهيئتها.