النبي - صلى الله عليه وسلم - ما قال , فعرف أن الله قد [تعالى] (?) قد درأ (?) عنه بهما فدعا لهنّ وسَمَّتَ (?) عليهن وفرض جزاءهن وأُقرِرن في الحرم (?)؛ ولما ظهر الخوف من أبي بكر - رضي الله عنه - على (?) النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما ظنّك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما» (?) ولمّا لحقهم سراقة بن مالك قال أبو بكر: يا رسول الله أُدركنا , قال له النبي (?) - صلى الله عليه وسلم -: «لاتحزن إنّ الله معنا» (?)؛ ولما قدم المدينة قالت له اليهودُ: يا محمد إنّا ذَوُو عدّة وبأس شديد فاحذر أن نقتلك , فكان جماعة من المهاجرين والأنصار يحرسونه مُسْتلْئمين في السلاح يخافون عليه [ق 35/ظ] اليهودَ حتى أنزل (?) الله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: من الآية 67] يعني من اليهود , أي: أنا أمنعك منهم , فرَدّ الحرسَ إلى منازلهم وكان يبرز وحده في سواد الليل وبالأسحار إلى البقيع والأودية (?) ممنوعاً منهم لا يَصِلون إليه بسوء , وكانت هذه العصمة زيادة في عزيمته وتقوية لقلوب أصحابه وتخفيفاً عنهم وتطيباً لقلوبهم وتبييناً لصدق خبره لأنه أخبر بالعصمة في المستقبل من أيامه

والمستأنف من زمانه وذلك غيب لا يعلمه إلا الله ولا يخبر به عنه محتجّاً به مستميتاً إليه إلا رسول مبين يعلم أنه على بينة من ربه وبصيرة من أمره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015