صفي الله وأنا حبيب الله» (?) , ولا يخفى مابين الكليم والحبيب من التفاضل , ولعظم منزلة محمّد - صلى الله عليه وسلم - عند الله في المحبّة لما قال من قال من الكفّار حين اشتكى فلم يقم ليلة أو ليلتين أنه قد وُدِّع فأنزل الله [ق 26/و]- عز وجل -: {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} [الضُّحى: 1 - 5] (?).
وأما تكليم الله لموسى - عليه السلام - ففضيلة عظيمة ولمحمّد - صلى الله عليه وسلم - مثلها وأعظم منها , فإن موسى عليه الصلاة والسلام قد كلّمه الله تعالى وموسى في الأرض , ومحمد - صلى الله عليه وسلم - كلّمه الله تعالى وهو في مقام قاب قوسين أو أدنى من فوق سبع سموات بما الله به عليم من العلوّ , وموسى - عليه السلام - سأل رَبَّه الرّؤية فمُنِعها , ومحمد - صلى الله عليه وسلم - أُعطِيها من غير سؤال ليلةَ المعراج في أحد قولي العلماء (?) , قال الله تعالى: {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} [الإسراء: من الآية 55].