وقد نقل ابن الأثير المتوفى سنة 637 هـ كل ما قاله ابن جنى عن البيتين اللذين أسلفنا الحديث عنهما، نقلاً يكاد يكون حرفياً، دون أن يرجعه إلى قائله، بل إنه ليورد الاعتراض الذي أتى به ابن جنى ثم يقول: فالجواب عن ذلك أنا نقول، ثم يورد كل ما قاله ابن جنى تقريبا (?)! !
كما أن ابن منظور المتوفى سنة 711 هـ يقول معلقاً على البيتين: قال ابن سيده: عنى بأطراف الأحاديث: مختارها، وهو: ما يتعاطاه المحبون ويفاوضه ذوو الصبابة المتيمون، من التعريض، والتلويح، والإيماء دون التصريح، وذلك أحلى وأخف، وأغزل وأنسب، من أن يكون مشافهة وكشفاً، ومصارحة وجهراً (?). وذلك نص ما قاله ابن جنى في تفسير؛ لمعنى (أطراف الأحاديث).