وقال: ما هذا القول يا أبا الحسين - أعزك الله -: ومتى رأيتني أمزح فتمزح معي أو أمجن فتمجن بي؟ ! فلما رآه أبو الحسين قد حرد، واستشاط وغضب قال: المعذرة أيها الشيخ إليك وإلى الله تعالى عن أن أشبهك بالقرد، وإنما شبهت القرد بك، فضحك أبو الفتح، وقال: ما أحسن ما اعتذرت! وعلم أبو الفتح أنها نادرة تشيع، فكان يتحدث بها هو دائماً (?).
يذكر الثعالبي أن الشعر كان أقل خلال ابن جنى لعظم قدره وارتفاع حاله، ويورد من قوله في الغزل (?):
غزال غير وحشي ... حكى الوحشي مقلته
رآه الورد يجنى الورد ... فاستكساه حلته
وشم بأنفه الريحا ... ن فاستهداه زهرته
وذاقت ريقه الصهبا ... ء فاختلسته نكهته
ومن شعره ما يورده صاحب نزهة الألباء في العتب على صديق له (?):
صدودك عني ولا ذنب لي ... يدل على نية فاسدة
وقد - وحياتك - مما بكيت ... خشيت على عيني الواحدة