إلا بقرينة خارجة عن دلالة لفظه على معناه، وما كان عارياً عن القرينة لا يفهم منه ما أراد قائله.

وقد مثل له ابن الأثير بقول علي - رضي الله عنه - في وصف مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تنثى فلتاته"، أي لا تذاع، والمراد أنه لم يكن له فلتات فتثنى.

ولم يجد ما يمثل به من الشعر إلا قول امرئ القيس:

على لا حب لا يهتدى بمناره ... إذا ساقه العود الديا في جرجرا

وقول عمرو بن أحمد الباهلي من أبيات يصف بها فلاة:

لا تفزع الأرنب أهوالها ... ولا ترى الضب بها ينجحر

ويبدو أنه نقلهما من خصائص ابن جنى، ويذكر أنه طوف على أقوال الشعراء، فلم يجد ما يمثل به لهذا النوع من الكلام من الشعر غير هذين (?) البيتين، مع أن ابن رشيق قد أورد فيه من الشعر قدراً، لا بأس به.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015