يحسن في عكس المعنى المتعارف. وذلك أن تجعل المشبه به مشبهاً. والمشبه مشبهاً به، ولا يحسن في غير ذلك مما ليس بتعارف (?).

وأبو الفتح ابن جنى، كما رأيت، صاحب الفضل في تنبيه البلاغيين إلى ما أسموه بالتشبيه المقلوب (?) الذي يؤتي به للمبالغة، في كمال المشبه في وجه الشبه، وعلى الرغم من هذا، فإن ضياء الدين بن الأثير لم يشأ أن يعترف له بذلك الفضل، مع أن ما ذكره ابن الأثير في هذا الباب لم يتعد ما قاله ابن جنى!

على أن العلامة بهاء الدين السبكي يصرح بأن التشبيه المقلوب قد سماه ابن الأثير في كنز البلاغة: غلبة الفروع على الأصول (?)، وهي نفس تسمية ابن جنى في الخصائص! وقد رأى الخطيب القزويني أن التشبيه المقلوب يعود الغرض من التشبيه فيه على المشبه به، وهو ضربان:

أحدهما: إيهام أنه أتم من المشبه في وجه الشبه، كما في قول محمد بن وهيب.

وبدا الصباح كأن غرته ... وجه الخليفة حين يمتدح

والثاني: بيان الاهتمام بالمشبه به، كتشبيه الجائع وجهاً كالبدر في الإشراق والاستداره بالرغيف، ويسمى هذا: إظهار المطلوب.

وقد أورد الخطيب ما روى عن الصاحب، من أن قاضى سجستان دخل عليه، فوجده الصاحب متفنناً، فأخذ يمدحه حتى قال:

وعالم يعرف بالسجزي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015