الانطلاق الإسلامي إلى أطراف الشام. مما اقتضى أن يشملهم ذلك الأمر، وأن يشملهم هذا البيان.
وقول النصارى: «المسيح ابن اللّه» معلوم مشهور وما تزال عليه عقائدهم حتى اللحظة منذ أن حرفها بولس، ثم تم تحريفها على أيدي المجامع المقدسة - كما سنبين - فأما قول اليهود: «عزير ابن اللّه» فليس شائعا ولا معروفا اليوم. والذي في كتب اليهود المدونة الباقية سفر باسم «عزرا» - وهو عزير - نعت فيه بأنه كاتب ماهر في توراة موسى، وأنه وجه قلبه لالتماس شريعة الرب .. ولكن حكاية هذا القول عن اليهود في القرآن دليل قاطع على أن بعضهم على الأقل - وبخاصة يهود المدينة - زعموا هذا الزعم، وراج بينهم وقد كان القرآن يواجه اليهود والنصارى مواجهة واقعية ولو كان فيما يحكيه من أقوالهم ما لا وجود له بينهم لكان هذا حجة لهم على تكذيب ما يرويه رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - ولما سكتوا عن استخدام هذا على أوسع نطاق! (?)