ومطلع الانشقاق: (إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (5) .

وسورة الزلزلة: (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) .

* * *

* سِرُّ " إذا ":

فى مطالع هذه السور يتحدث القرآن عن مشاهد القيامة.

فلم يستخدم من أدوات الشرط غير " إذا " وقد تقدم وجهه في حديثنا عن سورة التكوير.

وفواصلها منتهية بالتاء الساكنة مثل فواصل سورة التكوير. وهذا يؤيد ملاحظتنا التي أشرنا إليها هناك. ولا تظن أن سورة " الزلزلة " خرجت عن هذا النظام.

فإننا نلحظه في غير الفواصل في موضعين: " زلزلت " و " أخرجت "، أما

فواصلها فلا يخفى أنها منتهية بالألف الساكنة.

والحال كذلك - أعنى استخدام الأداة " إذا " - إذا كان الحديث عن منظر

متكرر من مناظر الطبيعة ومثاله: (وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18) . .) ، ومثله: (وَالقَمَرِ إذَا اتسَقَ) .

وكذلك الحال إذا كان الحديث عن مصير محتوم، سواء أكانت حتميته لسنن

خاص أو عام. ومثال الأول: (إذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ) لأن مجيء النصر

أمر محتوم لأنه وعد الله لرسوله، والله لا يخلف الميعاد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015