وأوضح من هَذَا كُله وَأبْعد من قَول أبي حنيفَة مَا أنْشدهُ أَبُو زِيَاد لريسبان بن عميرَة من بني عبد الله بن كلاب:
(وَأول كأس من طَعَام تذوقه ... ذرا قضب يجلو نقياً مفلجا)
فَجعل سواكها كأساً وَجعل الكأس من الطَّعَام وبعّض من تبعيضاً يدل على صِحَة مَا قُلْنَاهُ.
وَقَالَ آخر:
(من لم يمت عبطة هرماً ... للْمَوْت كأس والمرء ذائقها)
وَقَالَ كرَاع: الكأس: الزجاجة والكأس أَيْضا: الْخمر. فَبَدَأَ بقولنَا. هـ. وتعطف بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول. وَهَذَا الْبَيْت من قصيدة لعدي بن زيد الْعَبَّادِيّ وَبعده
(وَيَقُول الْأَعْدَاء: أودى عديّ ... وَبَنوهُ قد أيقنوا بعلاق)
وَقد تقدّمت تَرْجَمته فِي الشَّاهِد السِّتين.
وَأنْشد بعده وَهُوَ
الشَّاهِد الثَّانِي وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة وَهُوَ من شَوَاهِد سِيبَوَيْهٍ:
(صعدة نابتة فِي حائر ... أَيْنَمَا الرّيح تميّلها تمل)
لما تقدم قبله. فَتكون الرّيح فاعلة بِفعل مَحْذُوف يفسره الْمَذْكُور أَي: أَيْنَمَا تميّلها الرّيح تميلها.