إِن رؤبة بن العجاج بِالْهَمْز لَا غير وَهَذَا الْحصْر بَاطِل لِأَن المهموز فِي مثله يجوز تَخْفيف همزَة بِلَا خلاف وَقد نقض قَوْله هَذَا بِمَا ذكره فِي أَوَائِل الْكتاب فِي بَاب المسمين بِالصِّفَاتِ وَغَيرهَا فَيجوز أَن يكون مهموزا وَغير مَهْمُوز فَإِنَّهُ قَالَ روبة اللَّبن خميرة تلقي فِيهِ من الحامض ليروب وروبة اللَّيْل سَاعَة مِنْهُ وَيُقَال فلَان لَا يقوم بروبة أَهله أَي بِمَا أسندوا إِلَيْهِ من حوائجهم غير مَهْمُوز ورؤبة بِالْهَمْز قِطْعَة ترأب بهَا الشَّيْء وَإِنَّمَا سمي رؤبة بِوَاحِدَة من هَذِه فَذكر لغير المهموز ثَلَاثَة معَان وَبَقِي لَهُ معَان آخر رَابِعهَا روبة الْفرس وَهِي طرقه فِي جمامة خَامِسهَا يُقَال أَرض روبة أَي كَرِيمَة سادسها شجر الزعرور سابعها روبة الرجل عقله ثامنها الفترة والكسل من كَثْرَة شرب اللَّبن تاسعها اللَّبن الَّذِي فِيهِ زبدة وَالَّذِي نزع زبده فَهُوَ من الأضداد وَله معَان آخر قَالَ ابْن خلف فِي شرح شَوَاهِد سِيبَوَيْهٍ قيل سمي روبة لِأَنَّهُ ولد نصف اللَّيْل وَالله أعلم وَأنْشد بعده وَهُوَ من شَوَاهِد مُغنِي اللبيب وَهُوَ الشَّاهِد السَّادِس (الْبَسِيط)
(ياما أميلح غزلانا شدن لنا ... من هؤليائكن الضال والسمر)
أوردهُ على أَن التصغير فِي فعل التَّعَجُّب رَاجع إِلَى الْمَفْعُول المتعجب مِنْهُ أَي هن مليحات والتصغير للشفقة وأنشده فِي بَاب التَّعَجُّب أَيْضا على