وَأَرَادَ بِذِي شامة: الْقَمَر فَإِنَّهُ ذُو شامة. وَهِي المسحة الَّتِي فِيهِ يُقَال: إِنَّهَا من أثر جنَاح جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام لما مَسحه والشامة: عَلامَة مُخَالفَة لسَائِر الْبدن وَالْخَال هِيَ النُّكْتَة السَّوْدَاء فِيهِ.
وَأَرَادَ بِكَمَال شبابه فِي خمس وتسع صَيْرُورَته بَدْرًا
فِي اللَّيْلَة الرَّابِعَة عشرَة لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ فِي غَايَة الْبَهَاء والضياء كَمَا أَن الشَّاب فِي غَايَة قوته محسن منظره فِي عنفوان شبابه. وَأَرَادَ بهرمه ذهَاب نوره ونقصان ذَاته فِي اللَّيْلَة التَّاسِعَة وَالْعِشْرين فَإِن السَّبْعَة وَالثَّمَانِيَة وَهِي خَمْسَة عشر إِذا انضمت مَعَ الْخَمْسَة والتسعة الْمُتَقَدّمَة وَهِي أَرْبَعَة عشر صَارَت تِسْعَة وَعشْرين. وَهَذَا الضَّم اسْتُفِيدَ من قَوْله: مَعًا. وَرُوِيَ: مَضَت بدل مَعًا.
وروى بَعضهم: وَذي شامة غراء أَي: بَيْضَاء وَهَذَا غير مُنَاسِب. وحر الشَّيْء: خالصه وحر الْوَجْه: مَا بدا من الوجنة أَو مَا أقبل عَلَيْك مِنْهُ أَو أعتق مَوضِع فِيهِ. ومخلدة بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالدَّال أَي: بَاقِيَة وَهُوَ بِالْجَرِّ صفة لشامة وَبِالنَّصبِ حَال مِنْهَا للمسوغ. وروى بَعضهم: مُجَللَة اسْم فَاعل من التجليل بجيم ولامين وَهُوَ التغطية. وَهَذَا أَيْضا غير مُنَاسِب.
وفسرها بَعضهم بِذَات الْعِزّ والجلال.
وروى أَيْضا: مجلحة بِتَقْدِيم الْجِيم على الْحَاء الْمُهْملَة وَفَسرهُ بمنكسفة وَهَذَا كُله من ضيق العطن: لَا الرِّوَايَة لَهَا أصل وَلَا هَذَا التَّفْسِير ثَابت فِي اللُّغَة. وَاللَّام فِي قَوْله: لِأَوَانِ بِمَعْنى فِي كَقَوْلِه تَعَالَى: وَنَضَع الموازين الْقسْط ليَوْم الْقِيَامَة وَقَوْلهمْ: مضى لسبيله أَو بِمَعْنى عِنْد كَقَوْلِهِم: كتبته لخمسٍ خلون أَو بِمَعْنى بعد كَقَوْلِه تَعَالَى: أقِم الصَّلَاة لدلوك الشَّمْس. قَالَ الْبَيْضَاوِيّ فِي قَوْله تَعَالَى: لَا يجليها لوَقْتهَا إِلَّا هُوَ لَا يظْهر أمرهَا فِي وَقتهَا. وَالْمعْنَى: