(أألآن لما عض نابي بمسحلي ... وأطرق إطراق الكرا من أحاربه)

(إِذا رَآنِي كل بكري بَكَى ... أطرق فِي الْبَيْت كإطراق الكرا)

وَأما مَعْنَاهُ فقد قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي والقالي: معنى الْبَيْت: أَغضّ فَإِن الأعزاء فِي الْقرى والكروان طَائِر ذليل يَقُول: مَا دَامَ عزيزٌ مَوْجُودا فإياك أَيهَا الذَّلِيل أَن تنطق. ضربه مثلا.

وَقَالَ الشَّارِح الْمُحَقق فِي آخر بحث النداء: هُوَ رقية يصيدون بهَا الكرا فيسكن ويطرق حَتَّى يصاد. وَهُوَ فِي هَذَا تَابع للزمخشري فَإِنَّهُ قَالَ: يُقَال للكروان ذَلِك إِذا أُرِيد اصطياده. أَي: تطأطأ واخفض عُنُقك للصَّيْد فَإِن أكبر مِنْك وأطول أعناقاً وَهِي النعام قد صيدت وحملت من الدو إِلَى الْقرى. يضْرب لمن تكبر وَقد تواضع من هُوَ أشرف مِنْهُ. وَمثله لصَاحب الْقَامُوس فَإِنَّهُ قَالَ: وأطرق كرا يضْرب لمن يخدع بِكَلَام يلطف لَهُ وَيُرَاد بِهِ الغائلة.

وَقَالَ ابْن الْحَاجِب فِي الْإِيضَاح: واطرق كرا مثلٌ لمن يتَكَلَّم وبحضرته أولى مِنْهُ بذلك: كَأَن أَصله خطابٌ للكروان بالإطراق لوُجُود النعام وَلذَلِك يُقَال إِن تَمَامه:

( ... . أطرق كرا ... إِن النعام فِي الْقرى)

وَيُقَال: إِن الكروان يخَاف من النعام.)

وَمثله فِي الْعباب للصاغاني فَإِنَّهُ قَالَ: وأطرق: أرْخى عينه ينظر إِلَى الأَرْض وَفِي الْمثل: أطرق كرا. . الْبَيْت. يضْرب للمعجب بِنَفسِهِ وللذي لَيْسَ عِنْده غناء وَيتَكَلَّم فَيُقَال: اسْكُتْ وتوق انتشار مَا تلفظ بِهِ كَرَاهِيَة مَا يتعقبه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015