يشم الدَّلِيل التُّرَاب وأخلاق الطّرق الدارس مِنْهَا الَّتِي قد أخلقت وَاحِدهَا خلق بِفتْحَتَيْنِ شبهها بِالثَّوْبِ الْخلق لِأَن الِاسْتِدْلَال بشم التُّرَاب إِنَّمَا يكون فِي الطّرق الْقَدِيمَة الَّتِي كثر الْمَشْي فِيهَا فيوجد رَائِحَة الأرواث والأبوال

(كَأَنَّهَا حقباء بلقاء الزلق)

ضمير كَأَنَّهَا للناقة المغلاة والحقباء مؤنث الأحقب وَهُوَ حمَار الْوَحْش سمي بذلك لبياض فِي حقْوَيْهِ شبه النَّاقة بالأتان الوحشية وَهِي فِي الجلادة والسرعة مثلهَا والبلقاء مؤنث الأبلق والزلق عجز الدَّابَّة أَي الْمَكَان الَّذِي تزلق الْيَد عَن كفلها أَبيض وأسود

(أَو جادر الليتين مطوي الحنق)

فِي الْعباب وجدر ليته إِذا بَقِي فِيهَا جدر بِالتَّحْرِيكِ أَي أثر الكدم والعض وجادر بِمَعْنى ذُو جدر والليت بِالْكَسْرِ صفحة الْعُنُق وهما ليتان يَقُول عضته الفحول فَصَارَ فِي عنقة أثر ومطوي الحنق قَالَ الْأَصْمَعِي فِي شَرحه يَقُول طوي بالحنق أَي بالضمر يُقَال أحنق إِذا ضمر وإبل محانيق أَي ضوامر وَفِي الصِّحَاح حمَار محنق ضمر من كَثْرَة الضراب شبه النَّاقة الَّتِي سلكت بِهِ هَذَا الْبَلَد الهائل مَمَره فِي الْوَقْت الَّذِي يحار الدَّلِيل فِي الطّرق الْقَدِيمَة الَّتِي لَا علم بهَا وَذَلِكَ آيَة الْهَلَاك بالأتان الوحشية أَو الْحمار الوحشي الموصوفين بِهَذِهِ الْأَوْصَاف وَإِنَّمَا خصهما بالتشبيه لِكَوْنِهِمَا أجلد الوحوش وأسرع وجادر مَعْطُوف على حقباء

(محملح أدرج الطلق)

هَذَا وصف للحمار الوحشي والمحملج اسْم مفعول من حملج الْحَبل فتله فَتلا شَدِيدا وأوله مُهْملَة وَآخره مُعْجمَة وأدرج بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول أَيْضا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015