اللُّغَة الَّذِي جمعه ويتعجب من حفظه وغزارة علمه. فأظلهم النيروز فَأرْسل أَبُو الْفضل بعض ندمائه إِلَى المتنبي: كَانَ يبلغنِي شعرك بِالشَّام وَالْمغْرب وَمَا سمعته دونه فَلم يحر جَوَابا إِلَى أَن حَضَره النيروز وأنشده مهنئاً ومعتذراً فَقَالَ:
(هَل لعذري إِلَى الْهمام أبي الفض ... ل قبُول سَواد عَيْني مداده)
(مَا كفاني تَقْصِير مَا قلت فِيهِ ... عَن علاهُ حَتَّى ثناه انتقاده)
(إِنَّنِي أصيد البزاة وَلَك ... ن أجل النُّجُوم لَا أصطاده)
(مَا تعودت أَن أرى كَأبي الفض ... ل وَهَذَا الَّذِي أَتَاهُ اعتياده)
فَأَخْبرنِي البديهي سنة ثلثمِائة وَسبعين: أَن المتنبي قَالَ بأرجان: الْمُلُوك قرود يشبه بَعضهم بَعْضًا على الْجَوْدَة يُعْطون. وَكَانَ حمل إِلَيْهِ أَبُو الْفضل خمسين ألف دِينَار سوى توابعها وَهُوَ من أجاود زمَان الديلم.
وَكَذَلِكَ أَبُو الْمطرف وَزِير مرداويج قَصده شَاعِر من قزوين فأنشده وأمله مَادَّة نفقةٍ يرجع بهَا
(أأقلامٌ بكفك أم رماح ... وعزمٌ ذَاك أم أجلٌ متاح)
فَقَالَ أَبُو الْمطرف: أَعْطوهُ ألف دِينَار.
وَكَذَلِكَ أَبُو الْفضل البلعمي وَزِير بُخَارى أعْطى المطراني الشَّاعِر على قصيدته الَّتِي أَولهَا: لَا شرب إِلَّا بسير الناي وَالْعود