على أَن تَنْوِين الترنم يلْحق الْفِعْل والمعرف بِاللَّامِ وَقد اجْتمعَا فِي هَذَا الْبَيْت وَالْفِعْل سَوَاء كَانَ مَاضِيا كَمَا ذكر أَو مضارعا كَقَوْلِه (الرجز)
(داينت أروى والديون تقضين)
وَقد لحقت الْمُضمر أَيْضا كَقَوْلِه
(يَا أبتا علك أَو عساكن)
قَالَ الشَّارِح وَلم يسمع دُخُولهَا على الْحَرْف وَلَا يمْتَنع ذَلِك فِي الْقيَاس أَقُول قد سمع فِي الْحَرْف أَيْضا كَمَا مثل لَهُ شرَّاح الألفية بقول النَّابِغَة (الْكَامِل)
(أفد الترحل غير أَن رِكَابنَا ... لما تزل برحالنا وَكَأن قدن)
ولحاق هَذَا التَّنْوِين لما ذكر إِنَّمَا هُوَ عِنْد بني تَمِيم كَمَا قَالَ الشَّارِح وَعند قيس أَيْضا كَمَا قَالَه ابْن جني فِي سر الصِّنَاعَة وأقلي فعل أَمر مُسْند إِلَى ضمير العاذلة يُقَال أقللته وقللته بِمَعْنى جعلته قَلِيلا بتعدية قل بِالْهَمْزَةِ والتضعيف وَهَذَا الْمَعْنى لَيْسَ بِمُرَاد بل الْمَقْصُود اتركي اللوم فَإِن الْقلَّة يعبر بهَا عَن الْعَدَم كَمَا هُوَ مستفيض واللوم مفعول أقلي وَهُوَ مصدر لَام يلوم وَمَعْنَاهُ العذل والتوبيخ وعاذل منادى مَحْذُوف مِنْهُ حرف
النداء ومرخم عاذلة من عذل يعذل من بَابي ضرب وَقتل بِمَعْنى لَام والعتاب مَعْطُوف على اللوم مصدر عَاتب معاتبة وعتابا قَالَ الْخَلِيل العتاب مُخَاطبَة الإدلال ومذاكرة الموجدة أَي الْغَضَب وَهَذَا لَيْسَ بمقصود إِذْ هُوَ بِهَذَا الْمَعْنى لَا يكون إِلَّا بَين متحابين وَإِنَّمَا المُرَاد مصدر