وَأنْشد بعده وَهُوَ الشَّاهِد الثَّالِث عشر بعد الْمِائَة وَهُوَ من شَوَاهِد سِيبَوَيْهٍ:

(أداراً بحزوى هجت للعين عِبْرَة ... فماء الْهوى يرفض أَو يترقرق)

على أَن المنادى من قبيل الشبيه بالمضاف وَالْجَار وَالْمَجْرُور صفته قبل النداء.

وَلِهَذَا أنْشدهُ سِيبَوَيْهٍ. قَالَ الأعلم: الشَّاهِد فِيهِ نصب دَارا لِأَنَّهُ منادى منكور فِي اللَّفْظ لاتصاله بالمجرور بعده ووقوعه موقع صفته كَأَنَّهُ قَالَ: أداراً مُسْتَقِرَّة بحزوى فَجرى لَفظه على التنكير وَإِن كَانَ مَقْصُودا بالنداء معرفَة فِي التَّحْصِيل. وَنَظِيره مِمَّا ينْتَصب وَهُوَ معرفَة لِأَن مَا بعده من صلته فضارع الْمُضَاف قَوْلهم: يَا خيرا

من زيد وَكَذَلِكَ مَا نقل إِلَى النداء مَوْصُوفا بِمَا تُوصَف بِهِ النكرَة جرى عَلَيْهِ لفظ المنادى المنكور وَإِن كَانَ فِي الْمَعْنى معرفَة. وحزوى بِضَم الْمُهْملَة وَسُكُون الزَّاي الْمُعْجَمَة قَالَ الْبكْرِيّ فِي مُعْجم مَا استعجم: هُوَ مَوضِع فِي ديار بني تَمِيم وَقَالَ الْأَحول: حزوى وخفان: موضعان قريبان من السوَاد والخورنق من الْكُوفَة. وهجت جَوَاب النداء وَيُقَال لَهُ: الْمَقْصُود بالنداء. وَقَالَ ابْن السَّيِّد: جملَة هجت صفة ثَانِيَة للمنادى أَو خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف أَي: أَنْت هجت.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015