(وَإِن تعتذر بِالْمحل من ذِي ضروعها ... إِلَى الضَّيْف يجرح فِي عراقيبها نصلي)

على أَنه حذف مفعول يجرح لتَضَمّنه معنى يُؤثر بِالْجرْحِ.

وَكَذَلِكَ جعله ابْن هِشَام فِي مُغنِي اللبيب من بَاب التَّضْمِين قَالَ: فَإِنَّهُ ضمن معنى يعث أَو يفْسد فَإِن العيث لَازم يتَعَدَّى بفي يُقَال عاث الذِّئْب فِي الْغنم أَي: أفسد وَكَذَلِكَ الْإِفْسَاد قَالَ الله تَعَالَى: لَا تفسدوا فِي الأَرْض.

وأنشده صَاحب الْكَشَّاف عِنْد قَوْله تَعَالَى: لأزينن لَهُم على أَن أزينن مُتَعَدٍّ نزل منزلَة اللَّازِم

قَالَ الطيي: أَي: يعث الْجرْح فِي عراقيبها نصلي جعل لَازِما ثمَّ عدي كَمَا يعدى اللَّازِم مُبَالغَة.

وَهَذَا الْبَيْت من أَوَاخِر قصيدة لذِي الرمة عدَّة أبياتها سِتَّة وَثَلَاثُونَ بَيْتا شَبَّبَ فِيهَا بمي وَوصف فِيهَا القفار وناقته.

إِلَى أَن قَالَ:

(أعاذل عوجي من لسَانك عَن عذلي ... فَمَا كل من يهوى رشادي على شكلي)

(فَمَا لَام يَوْمًا من أخٍ وَهُوَ صادقٌ ... إخاي وَلَا اعتلت على ضيفها إبلي)

(إِذا كَانَ فِيهَا الرُّسُل لم تأت دونه ... فصالي وَلَو كَانَت عِجَافًا وَلَا أَهلِي)

وَإِن تعتذر بِالْمحل من ذِي ضروعها ... ... ... ... ... ... ... . . الْبَيْت وَبعده أَرْبَعَة أَبْيَات وَهِي آخر القصيدة.

فَقَوله: أعاذل الْهمزَة للنداء وعاذل منادى مرخم عاذلة. قَالَ الْأَصْمَعِي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015