فألغى جَوَاب الْيَمين من الْفِعْل وَكَانَ الْوَجْه فِي الْكَلَام أَن يَقُول: لَئِن كَانَ كَذَا لآتينك وتوهم إِلْغَاء اللَّام كَمَا قَالَ الآخر: الطَّوِيل
(فَلَا يدعني قومِي صَرِيحًا لحرةٍ ... لَئِن كنت مقتولاً وتسلم عَامر)
فَاللَّام فِي لَئِن ملغاة وَلكنهَا كثرت فِي الْكَلَام حَتَّى صَارَت كَأَنَّهَا إِن.
-
أَلا ترى أَن الشَّاعِر قد قَالَ: الرمل
(فلئن قومٌ أَصَابُوا غرَّة ... وأصبنا من زمانٍ رققا))
(للقد كَانُوا لَدَى أزماننا ... لصنيعين: لبأسٍ وتقى)
فَأدْخل على لقد لاماً أُخْرَى لِكَثْرَة مَا تلْزم الْعَرَب اللَّام فِي لقد حَتَّى صَارَت كَأَنَّهَا مِنْهَا.
وَأنْشد بعض بني أَسد: الوافر
(فَلَا وَالله لَا يلفى لما بِي ... وَلَا للما بهم أبدا دَوَاء)
(كَمَا مَا امرؤٌ فِي معشرٍ غير رهطه ... ضَعِيف الْكَلَام شخصه متضائل)
قَالَ: كَمَا ثمَّ زَاد مَعهَا مَا أُخْرَى لِكَثْرَة كَمَا فِي الْكَلَام فَصَارَت كَأَنَّهَا مِنْهَا.
وَقَالَ الْأَعْشَى: الْبَسِيط لَئِن منيت بِنَا عَن غب معركةٍ الْبَيْت فَجزم لَا تلفنا وَالْوَجْه الرّفْع كَمَا قَالَ تَعَالَى: لَئِن أخرجُوا لَا يخرجُون مَعَهم وَلكنه لما جَاءَ بعد حرف ينوى بِهِ الْجَزْم صير مَجْزُومًا جَوَابا