على أَن بَعضهم قَالَ: لَيْسَ فِيهِ عاطفة. وَالظَّاهِر أَنَّهَا على أَصْلهَا أَي: لَيْسَ الْجمل جازياً.

وَالْأول مَذْهَب البغداديين احتجّوا بِهَذَا الْبَيْت على أنّ لَيْسَ عاطفة قَالُوا: كَمَا تَقول: قَامَ زيد لَيْسَ عَمْرو فعمرو مَعْطُوف على زيد بليس كَمَا تَقول: قَامَ زيد لَا عَمْرو. فَلَيْسَ مَحْمُولَة على لَا فِي الْعَطف.

قَالَ أَبُو حَيَّان: وَحكى النّحاس وَابْن بابشاذ هَذَا الْمَذْهَب عَن الْكُوفِيّين. وَحَكَاهُ ابْن عُصْفُور)

عَن البغداديين.

-

قَالَ أَبُو الْعَبَّاس ثَعْلَب فِي أَمَالِيهِ: مَرَرْت بزيد لَيْسَ عَمْرو قَالَ الْكسَائي: لَا نجيزه إلاّ مَعَ الْبَاء.

وَالْفراء لَا يلْزمه أَن يَقُوله لأنّ الْكسَائي يَقُول: الثَّانِي مَحْذُوف مَطْلُوب وَإِذا جَاءَ الْخَفْض لم يحذف الْخَافِض وَالْفِعْل. وَالْفراء يَقُول: إِذا حسنت لَيْسَ مَوضِع لَا جَازَ.

وَأنْشد: قَالَ سِيبَوَيْهٍ: يَقُول: لَيْسَ الْجمل يَجْزِي. فَجعله فعلا محذوفاً واستراح. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وَأول مَا يَنْبَغِي أَن نقُول للكسائي: لم حذفت الثَّانِي وطلبته. انْتهى كَلَامه.

وَلَا عِنْدهم مَخْصُوصَة بعطف الِاسْم كَمَا مثّل. قَالَ صَاحب اللّبَاب: وَلَا لتنفي مَا وَجب للْأولِ وتختصّ بالإسم. وَقد جعل لَيْسَ مرادفاً لَهَا فِي قَوْله: إِنَّمَا يَجْزِي الْفَتى لَيْسَ الْجمل وَالصَّحِيح أَنه على أَصله. انْتهى.

وبقاؤها على أَصْلهَا يكون بِأحد شَيْئَيْنِ:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015