قَالَ: فَكتب قُتَيْبَة مَا قلت لَهُ وَكتب الْبَيْت ثمَّ أَتَى عِيسَى بن عمر فِي مَجْلِسه فَقَالَ: يَا أَبَا عمر مَا أَجود المساويك عِنْد الْعَرَب فَقَالَ: الْأَرَاك. فَقَالَ لَهُ قُتَيْبَة: أَفلا أهدي إِلَيْك مِنْهُ شَيْئا متمئراً عجارماً)
فَقَالَ: أهده إِلَى نَفسك وَغَضب وَضحك كل من كَانَ فِي مَجْلِسه وَبَقِي قُتَيْبَة
متحيراً فَعلم قَالَ أَبُو مُحَمَّد اليزيدي: فَضَحِك عِيسَى حَتَّى فحص بِرجلِهِ قفال: هَذِه وَالله من مزحاته أرَاهُ عَنْك منحرفاً فقد فَضَحِك فَقَالَ قُتَيْبَة: لَا أعاود مَسْأَلته عَن شَيْء.
وَقد أطنب الْأَصْفَهَانِي فِي أخباره ونوادر وأشعاره وأخبار أَوْلَاده وحفدته.
وَمَات اليزيدي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ.
وَأنْشد بعده
الطَّوِيل
(تلم بدارٍ قد تقادم عهدها ... وَإِمَّا بأموات ألم خيالها)
على أَن إِمَّا قد تَجِيء بالشعر غير مسبوقة بِمِثْلِهَا فتقدر كَمَا فِي هَذَا الْبَيْت الَّذِي أنْشدهُ الْفراء وَالتَّقْدِير: تلم إِمَّا بدار وَإِمَّا بأموات.
كَذَا قَالَ أَبُو عَليّ فِي كتاب الشّعْر.