وَقَالَ أَبُو عَمْرو: تَأْخُذ الثريا وسط السَّمَاء كَمَا يَأْخُذ الوشاح وسط الْمَرْأَة.

شبه اجْتِمَاع كواكب الثريا ودنو بَعْضهَا من بعض بالوشاح المنتظم بالودع الْمفصل بَينه.

وَقَالَ الْخَطِيب التبريزي: مَعْنَاهُ: أَن الثريا تستقبلك بأنفها أول مَا تطلع فَإِذا أَرَادَت أَن تسْقط تعرضت كَمَا أَن الوشاح إِذا طرح تلقاك بناحيتيه.

قَالَ الإِمَام الباقلاني فِي كتاب إعجاز الْقُرْآن بعد نقل هَذِه الْوُجُوه: الْأَشْبَه عندنَا أَن الْبَيْت غير معيب من حَيْثُ عابوه وَأَنه من محَاسِن القصيدة وَلَكِن لم يَأْتِ فِيهِ بِمَا يفوت الشأو ويستولي على الأمد أَنْت تعلم أَنه لَيْسَ للْمُتَقَدِّمين وَلَا للمتأخرين فِي وصف شَيْء من النُّجُوم مثل مَا فِي وصف الثريا وكل قد أبدع فِيهِ وَأحسن فإمَّا أَن يكون قد عَارضه أَو زَاد عَلَيْهِ فَمن ذَلِك قَول ذِي الرمة: الطَّوِيل

(وَردت اعتسافاً والثريا كَأَنَّهُ ... على قمة الرَّأْس ابْن ماءٍ محلق

)

وَمن ذَلِك قَول ابْن المعتز: الْكَامِل

(وَترى الثريا فِي السَّمَاء كَأَنَّهَا ... بيضاتٌ أدحي يلحن بفدفد)

وَكَقَوْلِه: الطَّوِيل

(كَأَن الثريا فِي أَوَاخِر لَيْلهَا ... تفتح نورٍ أَو لجامٌ مفضض)

وَقَوله: الطَّوِيل

(فناولنيها والثريا كَأَنَّهَا ... جنى نرجسٍ حَيا الندامى بِهِ الساقي)

...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015